Loading...
error_text
پایگاه اطلاع رسانی دفتر حضرت آیت الله العظمی صانعی :: کتابخانه عربی
اندازه قلم
۱  ۲  ۳ 
بارگزاری مجدد   
پایگاه اطلاع رسانی دفتر حضرت آیت الله العظمی صانعی :: تعريف الموسيقى

تعريف الموسيقى

تعرّض المغفور له «محمد علي تربيت»ـ في مقال له تحت عنوان «الموسيقى وخبراء الموسيقى في إيران»[1] ـ إلى ذكر مطالب قيّمة بشأن الجذور

التاريخية للموسيقى، ومعانيها اللغوية والعرفية، ننقل جوانب منها بتلخيص شديد :

«الموسيقى مصطلح مركب من كلمتين، هما : «موسي»، و«قى». وكلمة «موسي» في
اللغة اليونانية تعني النغمة والنشيد، وأما كلمة «قي» فتعني المنسجم والموزون والمتناغم. وهناک من قال بأنّ «الموسيقاقيا» عنوان أطلقه علماء الإغريق على الفلک الأعظم، ونسبوا فنّ النغم إلى ذلک الفلک لشرفه وعلوّ منزلته، فدعوه ب «الموسقى»! وجاء في «مصطلحات بهار العجم»: تطلق كلمة الموسيقى في اللغة السريانية على فنّ الغناء.

وقد ذهب قدامى الفلاسفة إلى تصنيف فنّ الموسيقى ضمن أقسام الرياضيات، واعتبروه جزءآ من أجزاء الحكمة.

وبناءً على تعريف المتأخرين من العلماء، تعدّ الموسيقى من الصناعات الجميلة والمستظرفة، بمعنى أنها من جملة الفنون المنسوبة إلى الظرافة واللطافة والجمال والتي تنجذب النفوس والطبائع البشرية إلى سماعها ورؤيتها.

إنّ الواضع والمؤسّس الحقيقي لفنّ الموسيقى ومبدأ ظهورها ـ كسائر الصناعات الأخرى ـ مجهولٌ، فبدايتها التاريخية غير معلومة، وتعمد كلّ أمة وطائفة إلى نسبة الموسيقى إلى أحد مشاهيرها، مختلقةً لذلک القصص والأساطير.

إنّ الموسيقى مثل الشعر، صنعةٌ ولدت بولادة نوع الإنسان، وتكاملت مع تكامله حتى وصلت إلى ما وصلت إليه في الوقت الراهن. فكما أنّ جميع لغات البشر مؤلّفة من الأصوات الطبيعية، فإنّ صناعة الغناء والألحان قد تألّفت من الاستماع إلى أصوات الطبيعة.

وليس لدينا حول نمط الموسيقى الإيرانية في عصر ماقبل الإسلام وثائق تاريخية سوى بعض المقاطع المختصرة والمخلّة الواردة في بعض تواريخ اليونان وإيران، وأسامي بعض الآلات والنغمات والإيقاعات، مما جاء في دواوين المتحدّثين الفرس وكذلک ماجاء في المعاجم .

قال أبو نصر الفارابي في كتاب «الموسيقى»: «كما أنّ الأصوات الطبيعية بمنزلة الأدوية والعقاقير التي تشفى بسبب سماعها أمزجة المستمعين، فإنّ الأصوات الناشزة بمنزلة السموم الفتاكة؛ إذ إنها تصمّ آذان السامعين وتقرّبهم من حتوفهم، من قبيل أصوات جلاجل المصريين، وبعض آلات الروميين، من قبيل: الأرغنون، والآلات المصوّتة لدى الإيرانين التي لا تستعمل إلا في الحروب فقط».[2]

هذا، وقد تمّ تعريف الموسيقى بتعابير من قبيل : علم الأصوات، أو الأصوات المشتملة على الإيقاع واللحن أو النغم. إنّ الموسيقى تعريب لكلمة (Mousike) في اللغة اليونانية، ويعادلها في اللغة الإنجليزية (Music). كما يعادلها في اللغة الفارسية مصطلح (آهنگ) .

وقد تسرّب مصطلح الموسيقى إلى اللغة العربية بعد تأسيس «بيت الحكمة» في العصر العباسي واتساع رقعة الترجمة، فحلّت محلّ كلمة الغناء في اللغة العربية. كما جاء التعبير بمصطلح الموسيقى في مؤلّفات الفارابي وابن سينا والخوارزمي ورسائل إخوان الصفا، فقيل: «الموسيقى معناه تأليف الألحان واللغة اليونانية». والتأليف هو التركيب (Composition)، والألحان جمع لحن (Melody). وقيل أيضآ: «إنّ الموسيقى هي الغناء». وإنّ مصطلح الغناء في العربية يعني المفهوم الفعلي (Sing) والإسمي (Song) الناظر إلى الموسيقى المنغّمة.

«وفي العصر الراهن، يطلق مصطلح الموسيقى على الأصوات الصادرة عن الآلات الموسيقية، ويطلق الغناء على الإنشاد المصحوب بالموسيقى. ومن بين الكلمات المشتقّة من الموسيقى: الموسيقور والموسيقار، التي اعتبرها الخوارزمي «سميّ المطرب ومؤلف الألحان» أي الموسيقى (Musician) والملحّن. كما ذهب إخوان الصفا في رسائلهم إلى تعريف أدوات الموسيقى وآلاتها بـ«الموسيقات هي آلة الغناء».

وقيل في تعريف الموسيقى أو اللحن :

«تطلق الموسيقى على مجموعة من النغمات المتلاحقة والمتعاقبة بشكل منتظم، وتطلق أحيانآ على مجموعة من النوطات الموازية للحروف والألفاظ والكلمات الشعرية المؤلّفة لغاية بيان مفهوم ومعنى خاص. بيد أنّ المحققين في الوقت الراهن يُطلقون مصطلح الموسيقى على صوت الآلات، والغناء على الإنشاد المقترن باللحن. والإيقاع والضرب هو ما يُعبر عنه في اللغة الإنجليزية بـ (Rhythm). ويمكن اعتبار الموسيقى على أنها مزيج من الألحان والنغمات والنوطات المشتملة على الإيقاع الموزون والمنسجم.

إنّ العنصر الرئيس في الموسيقى هو الصوت وما يشتمل عليه الصوت من الحركات والسكنات وحروف المدّ، وهو ما يظهر بفعل النسب الرياضية. ومن جهة أخرى فإنّ جميع قواعد الموسيقى ترتبط بذوق وقريحة الموسيقار أيضآ، ومن هنا يطلق على الموسيقى عنوان الفنّ».[3]

--------------------------------------------------------------------------------

[1] . عنوان المقال في اللغة الفارسية: (موسيقى وموسيقى شناسانايران).

[2] . ميراث فقهي 1 (التراث الفقهي 1)، الغناء والموسيقى، ص50.

[3] . جستارى درباره موسيقى ومعيارهاى آن در اسلام، فصلية :هنرهاي زيبا، العدد: 31.

عنوان بعدیعنوان قبلی




کلیه حقوق این اثر متعلق به پایگاه اطلاع رسانی دفتر حضرت آیت الله العظمی صانعی می باشد.
منبع: http://saanei.org