بسم الله الرحمن الرحيم

انتصار الثورة الإسلامية منعطف تاريخي مؤثّر في التاريخ المعاصر لايران والعالم. وجهاد الشعب الايراني العظيم ضدّ نظام الاستبداد والسلطة المستبدة للشاه، ووحدة كلمتهم، وإصرارهم على مطاليبهم المشروعة، وايثار أنصار الثورة _ السابقون السابقون _ وقيادة الامام سلام الله عليه هي التي أدّت إلى انتصار هذه الثورة الشعبية.

كان نظام الشاه الديكتاتوري يظنّ أنّ بإمكانه السيطرة على أي حركة من خلال عدم الالتفات إلى مطاليب الشعب مثل الحرية السياسية وحقّ النقد، وسحق المعارضين بشدة بداعي حفظ أمن الدولة، وهتك حرمة مراجع الشيعة والاعتماد على القوة العسكرية وإرعابهم من خلال جهاز الامن المخيف (الساواك)، غافلاً عن أن قوّة الشعب ومطاليبهم فوق كلّ قوّة وقدرة. 

وعلى عتبة الذكرى السنوية لهذا الانتصار ينبغي الالتفات إلى أنّ التدقيق في مبادىء الثورة الاسلامية والاهتمام بمطاليب الشعب والتسريع في تحقيقها، وهي من قبيل الحرية التي منحها الله للانسان بالفطرة وإجراء العدالة المتزامن مع التنمية واستقلال البلد ومواجهة الفساد والحؤول دون التحريف وتغيير أهداف الثورة أو ابرازها بنحو مغلوط ومعطوس، هذه كلها من وظائف النخبة وأنصار الثورة الاصيلين.

من المسلّم به أنّ أداء هكذا وظائف يستلزم صيرورة الشخص موضع افتراءات وتهم ومتحمّلا للمصاعب؛ ففي عهد الثورة كان المخالفون للثورة يتشبّثون بذريعة: من يتحمّل مسؤولية هذه الدماء؟ وقد أصبحوا اليوم كالحاضنة التي تدّعي أكثر حناناً من الأم على الطفل، وسعوا لمصادرة الثورة الشعبية والإسلامية حفظاً لمصالحهم الشخصية والفئوية.

وفي النهاية نتمنى الرضوان والرحمة للامام (س) والشهداء العظام والتوفيق والاستقامة للشعب الايراني وجميع اولئك الذين تحمّلوا المصاعب والمشاكل والمقاطعة في سبيل حفظ الثورة وتحقيق مطاليب الناس.

قم المقدسة – يوسف الصانعي