موقع مكتب سماحة آية الله العظمى الشيخ الصانعي مُدّ ظِلّه العالي :: مع السيدة ليلى غروبر النائبة في البرلمان الاوربي ورئيسة لجنة الخليج الفارسي والشرق الأوسط
لقاء سماحة آية الله العظمى الشيخ الصانعي (دام ظله العالي)مع السيدة ليلى غروبر النائبة في البرلمان الاوربي ورئيسة لجنة الخليج الفارسي والشرق الأوسط
بدأ سماحة الفقيه المجدد آية اللّه الصانعي لقاءه النائبة في البرلمان الاوربي بذكر رواية حول منهج ائمة الشيعة في استقبال الأصدقاء والأصحاب، ثم أبدى رأيه في أن الاديان نزلت لأجل تحصيل الشعوب على حقوقها، ونموذج ذلك تبلور في سلوكيات الإمام الرضا(عليه السلام) ثامن امام للشيعة، عندما جاءه بعض الأصحاب للقاء رفض الالتقاء بهم، وعندما استوضحوا الرفض ذكر الإمام دليلين، اولاً: انكم أضعتم حقوق إخوانكم وثانياً: لم تحفظوا الأسرار من الأعداء وانكم مقصرون في هذا المجال.
السيدة غروبر، التي سبق وأن كانت صحفية في العراق وايران، وصدر لها كتابان حول العراق عهد صدام حسين والشيعة في العراق بنظرة سياسية واجتماعية للموضوع، سألت سماحته فيما يخص السلطة في ايران وأنها بيد مَن؟ أجاب الشيخ:
لايمكن الاجابه عن هذا السؤال حالياً، على أن السلطة التشريعية والقضائية حالياً بيد مجموعة صغيرة.
وفي إجابته عن سؤال آخر للسيدة غروبر فيما يخص اصلاح الدستور أضاف قائلاً:
ينبغي ايجاد بعض التغيير في الدستور وفي القوانين العادية لكي يتسنَّى إجراء الديمقراطية والأساليب الديمقراطية في إيران.
كان الدستور عهد النظام السابق يحمَّل الشعب ظلماً كثيراً، وقد تحسَّن الوضع بعد الثورة إلى حدٍّ ما لكنه لم يكمل بعد. واُذكِّر بأنه لو عُمِل حتى بهذا الدستور بالنحو الذي كان معمولاً به عهد الإمام الخميني كانت الأوضاع أفضل بكثير، لكن من المؤسف أنه لم يعمل به .
مع تأكيده المتكرر على امكانية تقلّد المرأة منصب رئاسة الجمهورية، قال:
على النساء أن يسعين بجدية لتوسيع مجال عملهن و حقوقهنَّ الاجتماعية والسياسية.
وفي مجال مطالب النساء في اختيار نوع خاص من الحجاب أضاف سماحته:
انتخاب نوعية الحجاب أمر بيد الناس، لكن عدم التحجُّب يعدُّ جريمة قانونية، ولا ينبغي المصادقة على قانون يخالف الموازين الإسلامية، ولا ضرر في الحجاب على المجتمع. وقد صادق على الحجاب النساء أنفسهن كذلك، وأنا أرى لزوم الحجاب ـ بنحو ما ـ للرجل كذلك، فإنه يحول دون شيوع الفساد في المجتمع. والمهم في هذا المجال لزوم الاعتناء بحرية الانسان، فينبغي لحاظ الظروف الاجتماعية وعدم ايجاد القيود والحد من حريات الناس. وقد ذكرت فلسفة الحجاب في الروايات بأنه حافظ لشخصية المرأة وهويتها.
كما أكّد سماحته على أن مبادىء الثورة وأهدافها السامية من قبيل الجمهورية والحرية والاستقلال والعدالة لازالت محترمة لدى الشعب، وهو يعتقد بها، ثم أشار إلى الأخطاء الحاصلة في تطبيق الدستور وقال:
لو كان الإمام حياً ما اكتسبت شورى صيانة الدستور حق الاشراف الاستصوابي وما تبلورت تفاسير اعتباطية لنصوص الدستور والتي تخالف روح الجمهورية الإسلامية.
وأشار فضيلته إلى أن المكانة الاجتماعية لرجال الدين ذوي الصلة بالسلطة تزلزلت بعد رحيل الإمام وأوجدت فجوة عميقة في عقائدهم ومطاليب الشعب، وقال:
لكن رجال الدين المستقلين والناقدين لازالوا يتمتَّعون بموقع خاص في قلوب الناس.
وفي آخر قسم من هذا اللقاء أكَّد سماحته على أن عمل الشيعة وفق منهج آية اللّه السيستاني لم يكن لأجل مصالح طائفية بل لأجل المصلحة العامة، وأضاف قائلاً:
على رجال الدين أن يحسنوا استخدام السلطة وأن لا يتوخّوا منها إلاَّ الحق وأن يأخذوا بنظر الاعتبار مصالح الناس وحقائق دين اللّه، ولا يستهدفوا المصالح الشخصية والفردية أو الطائفية. كانت السلطة عهد الإمام تسخَّر في سبيل رضا الناس ورفاه المستضعفين والمحرومين، وكان ذلك منهج الإمام وهدفه . التاريخ : 2005/06/23 تصفّح: 11838