موقع مكتب سماحة آية الله العظمى الشيخ الصانعي مُدّ ظِلّه العالي :: حوار مع مراسل التلفزيون البلجيكي السيد رودى رانكس
سماحة آية الله العظمى الشيخ الصانعي (دام ظله الشريف)حوار مع مراسل التلفزيون البلجيكي السيد رودى رانكس
بسمه تعالى
قضية الدين وكيفية تواجد رجال الدين في المجتمع وفي صلب الحكومة الإسلامية تعدُّ اليوم من المواضيع المهمة في ايران بل وحتى العالم الغربي. كان ولازال إدراك العلاقة بين الدين والدنيا، والدين والسياسية، وآفات الحكومة الدينية من القضايا المهمة لدى العلماء والناشطين الدينيين والسياسيين في الغرب بل وإيران كذلك حتى بعد مضي 26 عاماً من تبلور حكومة دينية. في هذا المجال التقى مراسل التلفزيون البلجيكي الفقيه الشيعي المجدِّد آية اللّه الصانعي طالباً منه رأيه في مايخص العلاقة بين الدين والسياسية ورجال الدين في ايران اليوم.
مع تأكيده على الدور الأساس لرجال الدين في أي نظام، جمهورياً كان أو غير جمهوري، وهو هداية وقيادة المجتمع في المجال الديني والفكري والثقافي، قال آية اللّه العظمى الشيخ الصانعي: اُحيلت بعض المناصب بعد الثورة الإسلامية إلى رجال الدين; وذلك تلبية للمتطلبات الضرورية التي اقتضت واستلامها بواسطتهم.
مع اشارته إلى أن مبنى بعض كبار الفقهاء من قبيل آية اللّه السيستاني هو اشراف الفقهاء والحد من تدخُّل رجال الدين في شؤون الحكومة، أضاف: هذه العقيدة كانت قوية جداً في حوزة النجف، والحال كذلك في ايران بناءً على الدستور، لكن المجتمع إذا بلغ مستوى سياسياً ودينياً عالياً وأمكن إدارة البلاد مع اشراف الفقيه كان أفضل بكثير، وسوف لاتقع مشاكل على عهدة رجال الدين.
ثمّ أشار آية اللّه الصانعي إلى أنَّ موقع رجال الدين من وجهة نظر الناس في عهد الإمام الخميني تختلف عمَّا عليه حالياً، واعتبر السبب الأساس لهذه القضية حب الناس الشديد والحقيقي للإمام، وأكّد سماحته: تغيرَّت نظرة الناس حالياً إلى رجال الدين. وكنموذج، لم يكن لشورى صيانة الدستور الدور الذي تمارسه حالياً ولم يكن لها الاشراف الاستصوابي، لكن وضعوا لأنفسهم هذا الدور حالياً، ولهذا تغيَّرت رؤية الناس تجاههم ممَّا أثار اعتراض البعض، وهذه المشكلة لايمكن حلّها إلاَّ بدراية الإمام أو شخص مثله.
في قسم آخر من اللقاء أجاب عن سؤال حول الانسجام بين الدين والحداثة وتوافق الدين مع العالم الجديد قائلاً: انسجام الدين مع العالم المعاصر قضية تختلف عن تماشي رجال الدين مع التحولات الحديثة، وأضاف: أعتقد أن الدين يمكنه أن ينسجم مع كل حضارة في ظل ظروف خاصة، وهذه القضية تستدعي توجهاً جدياً من قبل رجال الدين المسلمين وإعادة نظرهم في هذه المجالات، والإمام يعدُّ نموذجاً لامعاً في هذا المضمار.
ثمَّ أشار الشيخ إلى أنّ الحرية الإجتماعية في أي بلد تابعة لقوانين ذلك البلد، وأجاب عن سؤال وجِّه إليه حول ماقاله واحد من رجال الدين في اصفهان من أن الجمهورية الإسلامية تبدو فقدت صوابها في مجالات العطالة والقضاء على الفقر والاستخدام غير المشروع للثروة والسلطة والفساد الإداري، فقال: إن رجل الدين هذا، وهو من الثوريين الكبار، ناظر إلى مابعد رحيل الإمام (سلام اللّه عليه)، وأكّد: مااستطعنا الاحتفاظ بحب الناس للنظام بعد رحيل الإمام، ومن الواضح ان حبّ الناس لرجال الدين ذوي الصلة بالسلطة قد قلَّ، وهذ لايشمل رجال الدين المنتقدين والمستقلين، أمَّا حبهم للدين فقد زاد فضلاً عن القول بأنّه قلَّ.
أضاف آية اللّه الصانعي: سوف لايتَّجه المجتمع الإيراني نحو اللادينية أبداً، وقد ينال الدين بعض التحولات والتغييرات لكنه لاينحذف عن المجتمع، وكما نلاحظ أن التقويم في اوربا لازال ميلادياً ويعتمد مولد السيد المسيح كذلك المسلمين فإن تقويمهم يعتمد في المبدأ هجرة الرسول، وقد تقدم علينا توجهات وتيارات فكرية جديدة تؤدي إلى تغيير الدستور إلاَّ أنّها لاتهدّد الدين.
كما أشار الشيخ إلى نقطة أساسية وحساسة وهي أنّ الشعوب في العالم تفصل بين الدين ورجال الدين السياسيين، ويعتبرون سلوكياتهم غير ذات صلة بالدين .
وفي آخر قسم من اللقاء أكّد سماحته على أن اساس الإسلام يعتمد القيم الإنسانية وإحياء العدالة ونشر الحرية في المجتمع والإدارة الديمقراطية على المستوى السياسي والإجتماعي وحفظ حقوق الناس. والإسلام دين المنطق والعقل، ومايمكنه أن يمسخ الدين ويلوّثه هو السلطة لا الشعوب. التاريخ : 2005/06/14 تصفّح: 8827