Loading...
error_text
موقع مكتب سماحة آية الله العظمى الشيخ الصانعي مُدّ ظِلّه العالي :: البيانات
حجم الحرف
۱  ۲  ۳ 
التحميل المجدد   
موقع مكتب سماحة آية الله العظمى الشيخ الصانعي مُدّ ظِلّه العالي :: في خطبة صلاة عيد الفطر، سماحة آية الله الصانعي: علينا التعريف بالإسلام كما هو.
في خطبة صلاة عيد الفطر، سماحة آية الله الصانعي: علينا التعريف بالإسلام كما هو.

قال سماحته في خطبة صلاة العيد: علينا التعريف بالإسلام إلى المجتمع كما هو لكي لا يسأم الناس والشباب منه

اقيمت صلاة عيد الفطر السعيد صباح اليوم بحضور جمع من العلماء وشرائح مختلفة من الناس في مدينة قم.

مع مطالبته طرح المواضيع والمشاكل التي تخص المجتمع وطرق علاجها في خطبة صلاة العيد والجمعة قال سماحته: المشكلة التي نعاني منها اليوم هي غربة الإسلام.

وقال: إنّ غربة الإسلام ذات أبعاد وجوانب عديدة، وبعض من طرق العلاج هي بيدي ويدك. كما أضاف: علينا التعريف بالإسلام بنحو يزيل سأم بعض الشباب والناس من الإسلام أو يحدّ منه على أقل تقدير.

واستمرّ هذا المرجع قائلاً: نلاحظ اليوم اشتداد المساعي في المجتمعات البشرية لإبعاد الإسلام عن المجتمعات البشرية وبخاصة المجتمعات المسلمة. وعلينا التعريف به كدين سهل وسمح، وقد قال الرسول ’ إنّي بعثت بالشريعة السمحة.
وأضاف: أراد الله للإسلام أن يكون سهلاً لا صعباً وقال: لا حرج في الدين، وأينما واجه الإنسان حرجاً في موضع ما يخص الدين ولم يطرح له حل فعليه أن يحلّ ذلك بنفسه أو أن يرجع إلى العلماء ليحلّوه له، وإذا عجزنا عن الحصول على حل فالإشكال فينا؛ لأنّ قوانين الله شاملة وكاملة.

مع إشارته إلى ضرورة رعاية حقوق الناس قال: لاحظوا ما قاله الإسلام عن حقوق الناس، سواء كانت حقوقاً عامة أم خاصة. فقد ورد عن العلاّمة في (المنتهى) الذي هو من كتب العلاّمة الرصينة: تُكره الصلاة في المقابر. وهذا ممّا ورد عن الجميع، حيث قالوا بكراهة وقلّة ثواب الصلاة التي تقام في المقابر سواء كانت على قبر أو جنبه أو أمامه. وقال البعض: تحرم الصلاة أمام القبر واستثنيت قبور الأئمة المعصومين صلوات الله عليهم أجمعين. ثمّ أورد العلاّمة في ذيل هذه المسألة: يُكره بناء مسجد في المقبرة، وتُكره الصلاة في مثل هذا المسجد، ويقلّ ثواب هكذا صلاة.

يشكل المرحوم المحدّث البحراني على العلاّمة في ذيل هذا الفرع ويقول: إذا اختصّ مكان من الأماكن العامّة لأمر ما فينبغي تخصيصه بذلك الشيء، فالمدرسة لدراسة العلوم الدينية وسكن الطلاّب ولا يجوز للبعض أن يجعلوه محلاً للتجارة أو أعمالاً أخرى، فاذا اختص مكان لأمر ما فلا يحق للآخرين أن يغيّروا شأنه لأمر آخر. تلاحظون أن الفقه الاسلامي مثير للاهتمام، وكلمات علماء الاسلام مثيرة للاهتمام لكنّا نفقد القدرة والأرضية لبيان ذلك.

المورد الآخر أنّه لا يمكن بناء قبر في مسجد، وقد جاء الفقيه الجليل المرحوم صاحب الجواهر بعدّة أدلّة لإثبات حرمة هذا العمل. سابقاً كانوا يحوّلون الأرض قبراً قبل أن يجعلوها مسجداً، كما حصل ذلك لمقبرة البروجردي (قدس سره). وهذا لا بحث فيه، لكن قد يبنون على الأرض مسجداً في البداية ثمّ يحوّلونه إلى مقبرة. وقد أورد الجواهري في هذا المجال وجوهاً، أحدها: إذا بنوا قبراً في المسجد فمن المحتمل أن يبتعد الناس عن هذا المسجد، فالمسجد محل الأحياء، وللأموات أماكن أخرى، وهي المقابر. فلنفرض مسجداً محاطاً بالقبور، فإنّ مثل هذا المسجد ممّا تشمئز منه النفس. وهذا ينقل مستوى دقّة كبار علمائنا. وعليه، ينبغي الانتباه إلى أنّ ما للناس وبناه الناس لغرض خاص فينبغي الحفاظ على استخدامه لذلك الغرض، ولا ينبغي استخدامه لغرض آخر، بل يرى صاحب (الحدائق) أنّ استخدامه لغير الغرض الذي فرض له حرام ومعصية.

كما أكّد فضيلته على أنّ الإسلام ليس ديناً صعباً بل هو دين سهل سمح وقال: تكرّر مثال يضرب في هذا المضمار منذ سنوات وهو أنّ امرأة إذا قتلت فإنّ ديتها نصف دية الرجل، وإذا وجدنا الناس في هذا العصر يشكلون على هذا الحكم فعلينا أن نتدارس الموضوع تارة أخرى.

أشار هذا المرجع إلى أنّه متى ما وجد الناس في الإسلام أحكاماً صعبة ولا تنسجم مع سماحة وسهولة الإسلام فعليهم أن يتسألوا وقال: على سبيل المثال كان النمط التالي من التفكير حاضراً، وهو أنّ على المرأة أن تأخذ رخصة من زوجها لأجل خروجها من المنزل لكن يسمح للرجل أن يتواجد خارج المنزل حتّى الساعة الثالثة صباحاً، ثمّ يدخل المنزل مع إمرأة أخرى قائلاً لزوجته إنّها زوجتي المؤقتة، ولا حاجة لرخصة من الزوجة. والسؤال هنا هو: هل تميل مثل هذه المرأة إلى الإسلام؟ هذا مع أنّ الزواج لأجل السكن والهدوء لا لأجل سلبهما من الزوجين في حياتهما المشتركة، وعلى كلّ منهما أخذ الرخصة من الآخر في كل أمر يوجب مشقة وإيذاء للطرف الآخر.

ومع تأكيده على ضرورة بيان الإسلام كما هو عليه لكي لا يسأم الشباب والمجتمع منه قال: السبب الآخر الذي يوجب سأم بعض الناس من الإسلام هو التنفيذ السيء للقوانين الإسلامية، والعمل دون فكر. وكمثال يمكن ذكر بعض الإعدامات التي نشك في جدواها.

ثمّ طرح آية الله الصانعي على الحضور السؤال التالي: لماذا ارتفعت نسبة الطلاق في المجتمع؟ وأجاب قائلاً: الكثير من الشباب كانوا يفرّون سابقاً من الخدمة العسكرية لكنّهم اليوم يقدمون على هذه الخدمة طواعية، وذلك لأجل القوانين الصعبة والصارمة التي وضعت في هذا المجال، بحيث يحرم الشاب من كثير من الخدمات إذا لم يستلم كارت الخدمة. وعلى نفس الغرار ينبغي وضع قوانين تحدّ من ظاهرة الطلاق في المجتمع، بأن نسلب من الرجل بعض الخدمات الإجتماعية إذا طلّق زوجته للمرّة الثانية، والإسلام منفتح في هذا المجال.

وأكّد على أنّ واجبنا حفظ الإسلام الذي ضحّى لأجله الكثير من الأنبياء والأئمة والصالحين والشهداء في عهدنا الحاضر في الحرب المفروضة علينا.

وفي نهاية الخطبة أشار هذا المرجع إلى ذكرى عن الإمام الخميني (ره) وقال: جاء السيد المهندس ميرحسين الموسوي عهد الحرب إلى الإمام الخميني (ره) وطالبه بأن نرفع سعر الخبز؛ لأنّ الأغنياء يستفيدون من الدعم عليه، لكنّ الإمام خالف رفع سعر الخبز وأجابه بجواب ذات مغزى عرفاني عميق واقتصادي وسياسي، وهو: اسمحوا للأغنياء أن ينهلوا من موائد الفقراء. لكن من المؤسف أنّا نلجأ إلى جيوب الناس متى ما عانينا نقصاً في المال والميزانية.

ثمّ دعا فضيلته لحل المشاكل وخروج السجناء من السجن بهذا الدعاء: الهي نقسم عليك بأوليائك ومقربيك وبعظمة هذا اليوم الذي جعلته لمحمد وآل محمد (عليهم السلام) أن ترحم موتانا وموتى المسلمين. إلهي نقسم عليك بقرآنك الكريم وبأحكامك النورانية وبالدماء المقدسة التي أريقت من الشهداء وبخاصة شهداء كربلاء أن تفكّ أسر جميع اولئك الذين سجنوا دفاعاً عن الشعب، وعلى رأسهم الصديق الملتزم وأحد ذراري الزهراء (س) السيد مير حسين الموسوي، والشيبة العارف والصديق القديم الذي كان بخدمة الإمام الخميني والثورة منذ بداية حركة الإمام ونضاله، وظلّ معه صامداً حتّى النهاية حجة الإسلام والمسلمين الشيخ كروبي، ومفسّرة القرآن السيدة زهراء رهنورد، إلهي عجّل في إنقاذهم وتخليصهم من السجن.

التاريخ : 2015/07/23
تصفّح: 8905





جميع الحقوق محفوظة لموقع آية الله العظمى الشيخ الصانعي .
المصدر: http://saanei.org