|
فصل: في الأنساب ومراتبها
النسب هاهنا : ([1]) هو اتّصال إنسان بغيره; ([2]) لانتهاء أحدهما في الولادة إلى الآخر ، أو لانتهائهما ([3]) إلى إنسان آخر غيرهما ([4]) على الوجه الشرعيّ . وذوو الأنساب تجمعهم ثلاث طبقات : الطبقة الاُولى : وفيها من الورثة صنفان : الأبوان ، ولا يقوم غيرهما مقامهما . والأولاد ، ويقوم ([5]) أولادهم وإن نزلوا مقامهم إذا فقدوا في جميع المواضع ، والاعتبار فيهم بالمساواة في التعزّي ([6]) إلى الميّت ، فالواحد من بطن أعلى ـ ولو كان اُنثى ـ يحجب جميع من ([7]) في بطن أسفل منه ، وهكذا الحكم في أولاد الإخوة ، والعمومة ، والخؤولة; أعني الاعتبار فيهم بالمساواة إلى آبائهم الذين يقومون مقامهم في القرب والبعد . والطبقة ([8]) الثانية : وفيها أيضاً صنفان : الجدود والجدّات وإن علوا . والإخوة والأخوات وأولادهم إذا فقدوا وإن نزلوا . ولا يحجب الأقرب من كلّ صنف الأبعد من الصنف الآخر ، بل يحجبه إذا كان من صنفه ، وهذه طبقة الكلالات . ([9]) الطبقة الثالثة : وفيها صنف واحد من الورثة ، غير أنّه مرتّب على درجات : الأُولى : عمومة الميّت وعمّاته ، وخؤولته وخالاته ، ويقوم أولادهم مقامهم ([10])بالشرط المذكور ، إلاّ في صورة واحدة خاصّة ، وهي أنّ ابن العمّ للأب والاُمّ يحجب العمّ للأب وحدة ، ويأخذ نصيبه ، ولا يتعدّى إلى غيرها . مثلاً : إذا ([11]) كان بدل العمّ الثانية : عمومة أبوي الميّت وخؤولتهما ، وأولادهم بعدهم . الثالثة : عمومة الأجداد والجدّات وخؤولتهم ، وأولادهم بعدهم ، ([13]) وهلمّ جرّاً إلى سائر الدرجات ، وهذه طبقة اُولي الأرحام . ] الأقرب يمنع الأبعد [ والواحد من كلّ طبقة أو درجة ـ وإن كان اُنثى ـ يحجب من وراءه من الطبقات والدرجات . ومن له قرابة واحدة من جهتي الأب والاُمّ ([14]) يحجب من له تلك القرابة من جهة الأب وحدة مطلقاً ، ومن جهة الاُمّ وحدها ، من الردّ دون الفرض ، بشرط التساوي في القرب والبعد . أمّا من له قرابتان مختلفتان ، فلا يحجب من له قرابة واحدة ، لكنّه يأخذ بجهتي استحقاقه إذا استويا في الرتبة ، ككون العمّ خالاً . ([15]) فهذه هي طبقات النسب . -------------------------------------------------------------------------------- [1] . في (ج) : « النسب هنا » . [2] . كانتهاء الولد إلى أبيه . [3] . كانتهاء الأب و الابن إلى الجدّ ، أو انتهاء الآخرين إلى الأب . [4] . « غيرهما » لم يرد في : (ب) و (ج) . [5] . « واو » لم يرد في : (ج) . [6] . التعزّي : أي الانتساب إلى الميّت، كما قال به الجواهري في الصحاح ( 2:1761 ، مادّة: عزا ) ما لفظه: « و تَعَزَّى،أي انتَمى و انتسب». وفي لسان العرب (9:196 ، مادّة عزا ): «وعزا فلانٌ نفسه إلى بني فلان يعزوها عَزْواً و عزا و اعتَزَى و تعَزَّ، كلّه: انتسب، صدقاً كان أو كذباً». وفي (أ) : « القعدد » وفسّر بأنّه الأقرب إلى الجدّ نسباً . [7] . في (ب) زيادة : « هو » . [8] . « واو » لم يرد في : (أ) و (ب) . [9] . الكلالات : جمع كلالة ، ففي المفردات : « اسم لما عدا الولد والوالد من الورثة » . (المفردات :719) . [10] . في (أ) : « ويقوم مقامهم أولادهم » . [11] . في (ب) و (ج) : « إن » . [12] . هذه العبارة : « فلا يحجب ابن العمّ العمّة ولا بنت العمّ العمّ » لم ترد في : (أ) و (ج) . [13] . كلمة: «بعدهم» لم ترد في: (ب) و (ج). [14] . في مصحّحة (ب) زيادة : « كالأخ منهما أو العمّ أو الخال أو أولادهم » . [15] . كأن يكون لرجل أخ من جهة الاُمّ و لذلك الأخ اُخت من جهة الأب ، أو بالعكس ، فيتزوّج الرجل باُخت أخيه ، فإن ولدت كان أخوها عمّاً و خالاً لذلك الولد .
|