Loading...
error_text
موقع مكتب سماحة آية الله العظمى الشيخ الصانعي مُدّ ظِلّه العالي :: دروس خارج الأصول
حجم الحرف
۱  ۲  ۳ 
التحميل المجدد   
موقع مكتب سماحة آية الله العظمى الشيخ الصانعي مُدّ ظِلّه العالي :: المشتق (درس42)
المشتق (درس42)
الدرس دروس خارج الأصول
مباحث الدليل اللفظي
الدرس 42
التاريخ : 2008/12/22

بسم الله الرحمن الرحيم
اُمور بقي هنا أمور لا بأس ببحثها على نحو الاختصار وإن بحثها بعض الأعاضم أي المرحوم النائيني في (فوائد الاُصول).
الأمر الأوّل: وهو من أشكل البحوث المبحوثة في بحث المشتق وهو كون مفهوم المشتق بسيطاً أم مركباً؟ ونحن نبحثها بشكل مجمل لئلاً يقع في النفس شيء، وإلاّ فهي غير اُصولية ولا فائدة فيها ولا أثر كما سيظهر ذلك فيما بعد. هذا، مع أنَّ بحوثاً من هذا القبيل ليست لفظية، بل عقلية محضة من قبيل البحث عن معنى لا بشرط وبشرط لا فهو بحث من شأن أهل المعقول، ولا ربط له بمباحث الألفاظ.
الأمر الثاني: تعرَّض صاحب (الكفاية) إلى أمر آخر في مسألة الحمل وهو: هل يكفي فيه الاتحاد من وجه والمغايرة من وجه آخر، أم ينبغي وجود تركّب بين متغايرين؟
وهذا البحث كسابقه من حيث فقدانه للفائدة الاُصولية والفقهية، مع كونه من الأبحاث العقلية لا اللفظية.
أعجب من صاحبي (نهاية الاُصول) و (تهذيب الاُصول) اللذين سعيا في تنقيح مباحث الاُصول واختزالها، حيث وصف صاحب (نهاية الاُصول) هذه الاُمور ممّا يجب التنبيه عليها[1] وفي (تهذيب الاُصول) اعتبرها أموراً مهمة[2]، ولا نعلم أي شيءٍ في هذه الاُمور جعلها مهمة أو من الواجب التنبيه عليها، فأهميتها فقهية أم فلسفية؟ وإذا كانت فلسفية فما علاقتها بالاُصول؟ ونفس الإشكال يرد على صاحب (الاُصول) حيث ذكرها.
بساطة مفهوم المشتق أو تركّبه
بساطة مفهوم المشتق منقول عن المشهور، بينما تركّب مفهومه منقول عن السيّد الشريف والمحقق التوني، ونقل التركب عن شارح (مطالع الأنوار) وقد يكون صاحب (الفصول) مائلاً إلى هذا المعنى، ونحن نقول: إذا قلتم بأن مفهوم المشتق بسيط، فقد اُخذ الذات في المشتق، وإذا قلتم بأنه مركب، اُخذ الذات في المشتق، وقبل بيان الحق في المسألة نقدّم أموراً.
الأمر الأوّل: عرّف شارح (مطالع الأنوار) الفكر بأنّه ترتيب اُمور معلومة لتحصيل أمر مجهول. ثمّ أشكل على نفسه بأن التعريف غير جامع؛ لأنَّ الفكر قد يكون ترتيب أمر واحد كما إذا عُرّف النوع بفصل أو عرض خاصٍ به، فالمعلوم والمرتب هنا هو أمر واحد لا اُمور.
ثمّ ردّ الذي لا يستحسن هذا التعريف بأن النوع قد يُعرّف بالفصل أو بالعرض الخاص فيقال: الإنسان ناطق أو الإنسان ضاحك ولأجل هذا الإشكال غيّر البعض التعريف ليصبح بالشكل التالي:
هو عبارة عن ترتيب اُمور معلومة أو أمر معلوم لتحصيل أمر مجهول، وبذلك أصبح التعريف شاملاً لمثل تعريف النوع بالفصل أو بالخاصة.
الأمر الثاني: في مجال تحرير محل النزاع في مسألة بساطة مفهوم المشتق أو تركّبه نقول: هناك أقسام للترّكب:
الأوّل
: التركّب بحسب الواقع، فجميع الموجودات الممكنة ذات تركّب واقعي بحسب الخارج إلاّ ذات واجب الوجود فهو بسيط وواجب الوجود.
مفهوم الإنسان بسيط ، لكنه ذات تركّب عقلي إذا ما حللناه، فنقول: إنّه متكون من جنسٍ وفصل، وكذا الحال بالنسبة إلى الشجر والحجر من الجمادات فإنّهما ذات تركّب عقلي إذا ما نظر إليهما نظرة تحليلية.
الثاني: التركّب في مدلول اللفظ ومعناه، وهو مثل التركب الموجود بين المضاف والمضاف إليه من قبيل (غلام زيد جائني) فان المفهوم من لفظي المضاف والمضاف إليه يُعدّ نوعاً من التركب، فأنّا نفهم من غلام معنى ومن زيد آخر ومن تركبهما وهيئتهما معنى آخر.
الثالث: التركب في مدلول اللفظ على نحو الإبهام والإجمال وهو قابل للتركب التفصيلي، ويشبه تركب النوع من الجنس والفصل، فتركب الإنسان من حيوان وناطق تركب واقعي والفرق بين الإنسان والحيوان الناطق هو في الإجمال والتفصيل، وكأنّه تركب انجمادي يتحلّل إلى شيئين هما: حيوان وناطق.
وهذا المعنى قابل للتصوّر في المشتقات فقط فضارب من حيث المفهوم يمكن تحليله إلى ذات وإلى ضارب، وليس كذلك في الجوامد، فمفهوم الحجر بما هو مفهوم ليس مركباً، أما من حيث الواقع فقابل للتحليل.
إذا عرفت ذلك، فنقول الحقّ هو أنّ مفهوم المشتق بسيط بدواً ومركب تحليلاً، والدليل على ذلك التبادر والوجدان العرفي، فأن المتبادر من المشتق معنى واحد كالمتبادر من الجامد.
وفيما يخصّ التركب التحليلي فالوجدان العرفي يفرّق بين معنى ضارب ومعنى حجر، فهو لا يرى أي تحليل لمفهوم حجر، عكس ما يراه لمفهوم ضارب.
وإن شئت قلت: المشتق واسطة بين المبدأ والمعنى الحدثي والجامد، وفرقه مع المعنى الجامد باعتبار أن الجامد لا تركب تحليلياً فيه، بينما لمفهوم المشتق تركب تحليلي ولذلك يختلف عن المبدأ والحدث.
--------------------------------------------------------------------------------
[1] - نهاية الاُصول: 67.
[2] - تهذيب الاُصول 1 : 88.
الدرس اللاحق الدرس السابق




جميع الحقوق محفوظة لموقع آية الله العظمى الشيخ الصانعي .
المصدر: http://saanei.org