Loading...
error_text
موقع مكتب سماحة آية الله العظمى الشيخ الصانعي مُدّ ظِلّه العالي :: مكتبة دينية
حجم الحرف
۱  ۲  ۳ 
التحميل المجدد   
موقع مكتب سماحة آية الله العظمى الشيخ الصانعي مُدّ ظِلّه العالي :: الشيعة وكُرههم للإرهاب

الشيعة وكُرههم للإرهاب هنالك حادثتان كبيرتان سجّلهما التأريخ الإسلامي، توضّحان وتشيران بكلّ جرأة إلى مُعارضة الشيعة لكلّ أنواع الإرهاب. فأمّا الحادثة الأولى فهي اغتيال الإمام علي (عليه السلام)، أوّل أئمّة الشيعة والرّمز الحقيقيّ للعدالة في تأريخ البشريّة، حيث قُتِلَ على يَد شَخص يُدعى عبد الرّحمن بن مُلجم المُرادي عندما كان الإمام (عليه السلام) يؤدّي صلاة الفَجر في مَسجد الكوفة. ولقد ظلّت هذه المأساة ماثلة في أذهان الشيعة، تُثير غضبهم وتُهيّج مشاعرهم.

وأمّا الحادثة الثانية فهي واقعة كربلاء، بدءاً من قيام مُسلم بن عقيل بعيادة هانئ بن عُروة (أحد أصحاب الإمام الحسين«عليه السلام») حيث تمّ هناك وَضع الخطّة التي تَقرّر بموجبها اغتيال عُبيد الله بن زياد. ولو قُدّر لتلك الخطّة أن تسير وتمّ التخلّص من عُبيد الله هذا، لباءت كلّ خُطط ومؤآمرات بَني أميّة بالفشل، وما كان الإمام الحسين (عليه السلام) ليُقتَل مع أصحابه دون وَجه حَقّ. بَل ويُمكن القول أنّ مَقتل عُبيد الله بن زياد كان سيُغيّر مسيرة التأريخ ككلّ. لكن، وخلال تنفيذ تلك الخطّة، تخلّى مُسلم عن قَتل عُبيد الله، مُستذكراً قول النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) «إنّ الإيمانَ قَيدُ الفَتك!» ([12])، ومعنى ذلك أنّ إيمان المُسلم لا يُبيحُ له القَتل أو الإرهاب.

وعلى هذا الأساس، فلو قامَ أحدهم بتَقديم المساعدة والعَون للإرهابيّين، مهما صَغُرت تلك المساعدة أو العَون، فإنّه بذلك يَخون العقيدة والإنسانية معاً، لأنّ الإرهابيّين لا يَعرفون مَذهباً ولا يُؤمنون بالإنسانيّة ولا يُقرّون لذلك حدّاً.
--------------------------------------------------------------------------------
[12] ـ عوالي اللئالي، ٢٢٤١.
العنوان اللاحق العنوان السابق




جميع الحقوق محفوظة لموقع آية الله العظمى الشيخ الصانعي .
المصدر: http://saanei.org