Loading...
error_text
موقع مكتب سماحة آية الله العظمى الشيخ الصانعي مُدّ ظِلّه العالي :: الاستفتاءات
حجم الحرف
۱  ۲  ۳ 
التحميل المجدد   
موقع مكتب سماحة آية الله العظمى الشيخ الصانعي مُدّ ظِلّه العالي :: السعي في المسعى الجديد والقديم
السعي في المسعى الجديد والقديم
دائرة ممثلية الولي الفقيه في شؤون الحج والزيارة

سماحة آية الله العظمى الشيخ يوسف الصانعي (مدّ ظله العالي)

بعد التحية والسلام

نودّ إعلامكم بما يلي:

طبقاً لما أفاده الثقات في وفد منظمة الحجّ والزيارة المتوجه إلى مكة المكرّمة والمدينة المنوّرة، فإنّ شرائط المسعى الجديد، حيث أنه تمّ في جزءٍ من الصفا، وقبل بلوغ الجدار القديم (حيث يقع جبل الصفا) بناء جدارٍ وهمي يتعيّن على الزائر أن يعقد نيّة السعي منه.

وقد قال سماحة العمري للوفد: بما أنّ شطراً من جبل الصفا كان ممتدّاً إلى حيث الموضع الجديد، لذلك يصدق السعي بين الصفا والمروة في الظرف الراهن، ويمكن لما ذكره الشيخ النراقي في مناسكه أن يكون مؤيداً لهذه المسألة.

ومن جهةٍ أخرى فإنّ المخطط الملحق يظهر أنّ الجدار الأخير للمسعى في القسم الجديد، يقع في موازاة منحدر الصفا في المسعى القديم، وقد أقرّ بذلك بعض رجال الدين من ذوي الخبرة في الحج.

وهنا نتقدّم إليكم بالسؤال الآتي: هل السعي في المسعى الجديد وفقاً للشرائط المتقدمة يقع مجزياً أم لا؟

نسأل الله لكم الصحّة ودوام التوفيق


س- نرجو منكم بيان حكم السعي في الموضع الجديد الذي أضيف لاحقاً؟

ج- سبق أن ذكرنا في تعليقتنا على هداية السالكين: لا يشترط في السعي بين الصفا والمروة أن يكون من الأجزاء المرتفعة من هذين الجبلين، وإنما يكفي أن يكون السعي من المنحدرات المتصلة بهما ، وعليه فإن السعي في المسعى الجديد طبقاً للشرائط المذكورة في السؤال يقع مجزياً.

15/ ربيع الأول/ 1429ق


ج- إنّ ما يُعدّ جزءاً من واجبات الحج والعمرة، بل من أركانهما، ويعتبر من شعائر الله، هو ما جاء في قوله تعالى: (إنّ الصفا والمروة من شعائر الله فمن حجّ البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوّف بهما ومن تطوّع خيراً فإنّ الله شاكرٌ عليم). إنّ السعي بين الصفا والمروة يعني السعي بين هذين الجبلين، فالمعيار والمناط في المسعى بحسب الظواهر والأدلة واطلاقاتها من حيث عرض هذين الجبلين شرقاً وغرباً، هو وجود الجبل وامتداده ولو من حيث السفح والمنحدر، وباعتقادي وفقاً لشهادة المعمّرين في أنّ الجبلين كانا ممتدّين إلى الموضع الذي يراد إدخاله في المسعى. وإنّ ما يقوله الخبراء من امتداد جذور الجبلين ورؤيتي في السنوات السابقة للمروة وامتداده لأكثر من مقدار عرض المسعى الجديد، والأهمّ من ذلك اهتمام العلماء وفقهاء الحرمين بحفظ المشاعر ومناسك الحج ورعاية التعبد فيها، وشهادة بعضهم باتصال جبل الصفا بـ (أبي قبيس)، وأن المسعى من جهة جبل المروة من حيث العرض كان يزيد على المقدار الراهن والذي تمّت إضافته لاحقاً، كلّ ذلك يشكل حجّة عقلائية وشرعية على الامتداد، وأن السعي في المسعى الجديد هو سعي بين الجبلين، وكيف لا يكون مثل هذا حجّة شرعية والحال أن بعضها بل جميعها يؤدي إلى الاطمئنان والعلم العادي بالامتداد. وعليه فإنّ السعي في المسعى الجديد في التاريخ الراهن الموافق لعام 1428 للهجرة القمرية الوارد في السؤال والذي يقدر عرضه بما يقرب من عشرين متراً، مع قيام الحجّة الشرعية على كون المقدار المضاف بين جبلي الصفا والمروة جزءاً منهما، وإن كان بين المنحدرات الباقية منهما مما يدلّ على امتدادهما، يقع مجزياً وصحيحاً ومسقطاً للتكليف، ولا نرى فرقاً بين السعي في ذلك الموضع والموضع الراهن، لأن السعي فيه مع قيام الحجّة المذكورة سعيٌ بين الصفا والمروة، ولا يشترط في صدق السعي بين الصفا والمروة أن يكون من مرتفعاتهما قطعاً، فالقول بالإجزاء في مورد السؤال هو المستصوب.

27/ ربيع الثاني/ 1428ق




جميع الحقوق محفوظة لموقع آية الله العظمى الشيخ الصانعي .
المصدر: http://saanei.org